التأثير الاقتصادي لـ تعطل الملاحة في البحر الأحمر

تعطل الملاحة في البحر الأحمر في أعقاب هجمات الحوثيين وتصاعد الحرب بين إسرائيل وحماس، وذلك بعدما قامت شركات الشحن والنفط الكبرى بإعادة توجيه سفنها بعيدًا عن البحر الأحمر، مما أثر على أسواق الشحن وساهم في ارتفاع أسعار النفط.

وهدد الحوثيون بمواصلة الهجمات على السفن التجارية وحذروا من استهداف السفن الحربية الأمريكية إذا ضربت الولايات المتحدة قواعدهم.

من هم الحوثيون ؟

  • تستمد الجماعة، المعروفة رسميًا باسم أنصار الله، اسمها الأكثر شيوعًا من مؤسسها حسين الحوثي.
  • وهم ينتمون إلى أقلية شيعية مسلمة في شمال اليمن، والتي ظهرت كفصيل متمرد في التسعينيات، يعارض نظام علي عبد الله صالح.
  • في أعقاب الإطاحة بصالح خلال الاحتجاجات المرتبطة بالربيع العربي، سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء في عام 2014.
  • وكانت الأخيرة نقطة تحول في تاريخهم، ومع ذلك لا تزال الجماعة تفتقر إلى اعتراف المجتمع الدولي كهيئة حكم شرعية.
  • هناك جانب رئيسي آخر في فهم هذا الصراع وهو الدعم المالي والعسكري الكبير الذي يتلقاه الحوثيون من إيران، على النقيض من الدعم الذي تتلقاه الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا من تحالف تقوده المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بشكل رئيسي.
  • وبسبب ما سبق، ينظر بعض المحللين إلى التوغلات العسكرية للحوثيين على أنها جزء من نزاع أكبر بين إيران والولايات المتحدة.
  • لفهم التأثير الاقتصادي المحتمل لهجمات الحوثيين، من المهم ملاحظة الآثار الاستراتيجية على الطرق البحرية.
  • وبسبب هذه الاضطرابات أو حتى الحصار المحتمل، قد تضطر السفن إلى تجاوز قناة السويس وتعطل الملاحة في البحر الأحمر والإبحار حول رأس الرجاء الصالح.
  • ويعد البحر الأحمر أمرا بالغ الأهمية، حيث يمر عبره حوالي 9.2 مليون برميل من النفط يوميا، وهو ما يمثل حوالي 9٪ من الطلب العالمي، وفقا لما ذكرته إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
  • علاوة على ذلك، تسهل هذه المنطقة حوالي 12% من التجارة العالمية، مما يؤكد أهميتها في التجارة الدولية.

الأثر الاقتصادي لــ تعطل الملاحة في البحر الأحمر

تعطل الملاحة في البحر الأحمر
تعطل الملاحة في البحر الأحمر

قامت أكثر من 100 سفينة حاويات بإعادة توجيه مسارها حول أفريقيا بدلاً من المرور عبر البحر الأحمر، حيث تأثرت صناعة الشحن بشدة، بعدما قامت شركات شحن الحاويات الكبرى مثل ميرسك وهاباغ لويد، إلى جانب بعض شركات النفط، بإعادة توجيه سفنها.

كما أعربت شركات مثل Euronav NV عن مخاوفها بشأن التأخير الناجم عن الحاجة إلى حماية القوافل في المناطق الخطرة.

 توسع تأثير هذه الاضطرابات أكثر خطورة وأطول أمدا من انسداد قناة السويس في عام 2021 عندما تعطل المرور في قناة السويس بعد جنوح ناقلة ايفرجيفن التابعة لشركة إيفرجرين.

يذكر أن أهمية قناة السويس تزايدت في التجارة العالمية للغاز الطبيعي المسال، خاصة خلال العامين الماضيين، حيث تسعى أوروبا إلى إيجاد بدائل للغاز الطبيعي الروسي.  

 تمر حوالي 50 سفينة يومياً عبر القناة، وما بين 25% إلى 30% من أعداد شحن الحاويات العالمية بها، ويخدم معظمها التجارة بين أوروبا وآسيا.

  • تغيير مسار المرور حول أفريقيا إلى زيادة وقت السفر من الشرق الأقصى إلى أوروبا 50%.
  • من المتوقع أن تقل القدرة العالمية الفعالة لشحن الحاويات بنسبة 10% إلى 15%.
  • شهدت حركة المرور في مضيق بابا المندب تراجع بما يفوق 40% في معدل عبور السفن خلال الأسبوع الماضي.

أدى هذا التغيير إلى زيادة التكاليف والتأخير في الشحن. ومع مرور 12% من التجارة العالمية عادة عبر هذه المنطقة، يتم النظر في بدائل مثل النقل بالسكك الحديدية والنقل الجوي. كما امتدد الأثر الاقتصادي لهذا الوضع والتي تتمثل أهمها في :

  • ارتفاع أقساط التأمين على السفن في البحر الأحمر.
  • زيادة أسعار الشحن.
  • ارتفاع أسعار النفط في الضغوط التضخمية.

وكالة فيتش: إعادة توجيه السفن يكبد شركات الشحن تكاليف إضافية

تعطل الملاحة في البحر الأحمر
تعطل الملاحة في البحر الأحمر

في هذا الإطار، ذكرت وكالة فيتش أن إعادة توجيه السفن حول أفريقيا، وتجاوز قناة السويس المصرية، وتعطل الملاحة في البحر الأحمر يكبد شركات الشحن تكاليف إضافية.

ومع ذلك، يمكن تعويض هذه التكاليف عن طريق زيادة أسعار الشحن إذا استمر الوضع لأكثر من بضعة أيام.

حيث تم فرض رسوم إضافية على الطرق من وإلى الشرق الأوسط، مع تعطل الملاحة في البحر الأحمر مما يؤثر على التجارة بين أوروبا وآسيا والموانئ الإقليمية، وفقا لوكالة فيتش.

يشير تحليل الوكالة الاقتصادية إلى أن شحن الحاويات سيشهد أكبر الزيادات في الأسعار، كما قد يستفيد الشحن الجوي أيضًا بسبب الطلب على النقل السريع.

وتتوقع وكالة فيتش أن هذه الاضطرابات لن تستمر لفترة كافية للتأثير بشكل كبير على توازن العرض والطلب على الشحن البحري على المدى المتوسط، حيث لا تتجنب جميع سفن الحاويات قناة السويس.

وقد تؤدي الاضطرابات الممتدة وتعطل الملاحة في البحر الأحمر إلى ارتفاع معدلات شحن الحاويات السنوية على الطرق المتأثرة إذا استمرت أكثر من ستة أشهر، وهو ما تعتبره فيتش غير مرجح. عادة ما تحدث تعديلات الأسعار في النصف الأول من العام.

ارتفاع تكاليف استئجار ناقلات النفط

تعطل الملاحة في البحر الأحمر
تعطل الملاحة في البحر الأحمر
  • ارتفعت تكاليف استئجار ناقلات النفط “سويس ماكس”، وهي أكبر نوع يمكنه الملاحة في قناة السويس محملة بالكامل بعد تعطل الملاحة في البحر الأحمر .
  • ويرجع هذا الارتفاع إلى تفضيل الإبحار حول أفريقيا لتجنب هجمات البحر الأحمر.
  • وتبلغ سعة ناقلات سويزماكس مليون برميل وتقوم عادة بنقل النفط الخام من روسيا أو البحر الأبيض المتوسط إلى آسيا، ومن الشرق الأوسط إلى أوروبا.
  • كما ارتفعت أسعار فئة أخرى من السفن، وهي ناقلات المسافات الطويلة (أو “باناماكس”)، القادرة على حمل حوالي 600 ألف برميل.
  • وتقوم هذه السفن بنقل النفط الخام والوقود مثل الديزل والنفتا عبر قناتي السويس وبنما.
  • وقد تأثرت معدلاتها بالتحويلات من قناة بنما، التي تعاني من أزمة منسوب المياه.
  • وتظهر البيانات الأخيرة قفزة كبيرة في أسعار الإيجار المؤقت لسفن سويس ماكس المستخدمة لنقل النفط من العراق إلى البحر الأبيض المتوسط، حيث وصلت إلى أكثر من 90 نقطة عالمية، وهي زيادة ملحوظة من 75 إلى 85 نقطة في الأسبوع السابق.
  • تعكس هذه النقاط نسبة مئوية من سعر ثابت لمسارات محددة وتختلف حسب العرض والطلب.
  • كما وصلت أسعار الرحلات الطويلة من الشرق الأوسط إلى شمال غرب أوروبا (طريق TC8) إلى أعلى مستوياتها منذ يناير، وفقًا لبيانات بورصة البلطيق.
  • وفي الفترة من يناير إلى نوفمبر، تم نقل ما يقرب من 8.2 مليون برميل يوميًا من النفط الخام والمنتجات البترولية عبر البحر الأحمر.
  • وتدخل أو تخرج نحو 30 ناقلة إلى البحر الأحمر يوميا عبر باب المندب، وتمر 26 ناقلة عبر الجانب الشمالي لقناة السويس.

دوريات عسكرية لحماية المرور في البحر الأحمر (حارس الرخاء)

على الجانب الاخر، وفي إطار الاستجابة للأزمة، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مؤخراً عن عملية (حارس الرخاء) وهي مهمة بحرية دولية تهدف إلى حماية هذا الممر المائي البالغ الأهمية، والتي تشمل 20 دولة على الأقل.

حيث أنشأت الولايات المتحدة تحالفًا بحريًا دوليًا جديدًا ليكون بمثابة “دورية إنقاذ سريع” لمنع تعطل الملاحة في البحر الأحمر ، ويستهدف في المقام الأول الحماية ضد هجمات المسلحين الحوثيين المدعومين من إيران. إلا أن هذه القوة لن ترافق السفن الفردية. 

اتهم البيت الأبيض إيران بمساعدة الحوثيين بشكل فعال في هذه الهجمات، حيث سلط المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أدريان واتسون الضوء على توفير إيران للأسلحة والأموال والتدريب للمجموعة.

يشكك الخبراء في قدرة التحالف على حماية السفن العديدة في المنطقة دون اتخاذ إجراءات وقائية ضد الحوثيين. وأشار اللواء رايدر إلى إمكانية تغيير التكتيكات لكنه لم يعلق على الضربات المحتملة على أهداف الحوثيين.

وقد صعّد الحوثيون تهديداتهم، بما في ذلك اختطاف ومهاجمة العديد من السفن، ويشكلون الآن تهديدًا أوسع للشحن الدولي وزيادة تعطل الملاحة في البحر الأحمر وتفاقم الأثر الاقتصادي .

التعليقات مغلقة.