هل يرتفع الدولار خلال شهر سبتمبر للعام السادس على التوالي ؟

هل يرتفع الدولار خلال شهر سبتمبر للعام السادس حيث يلقي المستثمرون بثقلهم على ارتفاع العملة الأمريكية وراء اتجاهات تاريخية يسجلها الدولار خلال شهر سبتمبر، مع تعدد أسباب ارتفاع الدولار خلال سبتمبر من كل عام، مع توسع الدعم للعملة الأمريكية من قبل المشترين خلال شهر سبتمبر على مدار الست سنوات الماضية، بداية من عام 2017 تفوق الدولار خلال شهر سبتمبر/ أيلول مسجلاً مكاسب تتجاوز الـ 1 في المئة، وهي أعلى نسبة من الارتفاعات من بين شهور السنة.

يرجع الخبراء أسباب ارتفاع العملة الأمريكية لعدة أسباب أهمها زيادة الإقبال على شراء الدولار في الربع الأخير من العام، مع تزايد الإقبال على الملاذ الآمن قبل شهر أكتوبر/ تشرين أول، الذي يتميز بين المستثمرين باعتباره شهر سيّئ السمعة على تداولات أسواق الأسهم. كانت سياسة الفيدرالي الأمريكي خاصة خلال العام الماضي أكبر داعم للعملة الأمريكية التي شهدت ارتفاع كبير في معدلات الفائدة المحسوبة عليها.

يرجع الخبراء التفسير الأبرز لتلك الظاهرة المتكررة منذ 2017 هو ارتفاع النفور من المخاطرة، وزيادة الاقبال على الملاذات الآمنة، وهو ما يعزز الطلب الدولار باعتباره  ملاذ آمن ذو عائد عالي. يدعم تحليل مؤشر النفور من المخاطرة او مؤشر الخوف (VIX) ذلك التفسير.

(مؤشر “في آي إكس” هو مؤشر معياري تم تصميمه لإلقاء نظرة على توقعات السوق للتقلبات المستقبلية. يتم حسابها باستخدام التقلبات الضمنية لخيارات مؤشر ستاندرد اند بورز 500)

السياسة النقدية التقييدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي تدعم الدولار

على الرغم من الإبطاء الكبير في وتيرة التشديد النقدي من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي بداية من الربع الثاني من العام الجاري، وذلك مقارنة بالفترة التي سبقتها، إلا أن الخبراء يروا أن هناك الكثير من الأسباب الأساسية لم تتغير، والتي قد توفر الدعم للعملة الأمريكية خلال الشهر المقبل أيضاً، مثل الاحتياطي الفيدرالي المتشدد نسبياً، وارتفاع عوائد سندات الخزانة.

في هذا الشأن قال  رودريغو كاتريل كبير استراتيجي العملات في “أستراليا ناشيونال بنك”، أنه يتوقع استمرار تحسن اداء الدولار على المدى القريب، وذلك اعتماداً على حجم النمو والأداء الاقتصادي”، كما أضاف كاتريل: “على المدى القريب تظهر جميع المؤشرات، تفضّيل ارتفاع العملة الأمريكية”.

كما تكشف عقود التداول الخيارات عن ادلة إضافية على أن السوق قد يشهد ارتفاع الدولار خلال سبتمبر.

تُظهِر عقود التحوط ضد قوة أو ضعف العملة الأميركية، المستندة إلى مؤشر بلومبرغ للدولار، أن أولئك الذين يتحوّطون ضد المكاسب في العملة الأميركية يحصلون على علاوة سعرية أعلى من أولئك الذين يتحوّطون مقابل الخسائر.

من الجدير بالذكر أيضًا أن قوة الدولار في سبتمبر ليست مضمونة. لقد مرت سنوات عندما انخفض الدولار في شهر سبتمبر. ومع ذلك، ظل اتجاه ارتفاع الدولار في سبتمبر ثابتًا على مدار السنوات الست الماضية.

الملخص أسباب ارتفاع الدولار خلال سبتمبر من كل عام

 عادةً ما يكون شهر سبتمبر هو الشهر الذي يميل فيه النفور من المخاطرة إلى الزيادة، حيث يستعد المستثمرون للتقلبات التي تحدث غالبًا في شهر أكتوبر. وهذا يعزز الطلب على الدولار، الذي يعتبر عملة ملاذ آمن. ويدعم هذا التفسير التحليل التاريخي لمؤشر VIX، الذي يقيس مخاوف السوق.

كما يمثل تفوق الاقتصاد الأمريكي على معظم أقرانه من حيث النمو والتضخم، مما يجعل الدولار أكثر جاذبية للمستثمرين. كان الاحتياطي الفيدرالي أيضًا أكثر تشددًا من البنوك المركزية الأخرى، حيث رفع أسعار الفائدة خمس مرات منذ مارس 2022 لمحاربة التضخم. تؤدي أسعار الفائدة المرتفعة إلى زيادة العائدات على الأصول المقومة بالدولار وجذب تدفقات رأس المال.

 

التعليقات مغلقة.