تطبيق تيك توك مخاوف وتحديات

تيك توك هي منصة تواصل اجتماعي شهيرة تتيح للمستخدمين إنشاء مقاطع فيديو قصيرة ومشاركتها. اكتسب تطبيق تيك توك، الذي تم إطلاقه في سبتمبر 2016، تحت أسم Musical.ly قبل الاستحواذ على ذلك التطبيق في نوفمبر 2017، من قبل شركة ByteDance، الشركة الأم لـ تيك توك وهي منصة مماثلة للفيديو القصير. ساعد هذا الاستحواذ  على توسيع قاعدة مستخدمي تيك توك ودمج ميزات الموجودة في ميوزيكلي، حيث تم دمج  قاعدة مستخدمي Musical.ly وأعيدت تسميتها إلى تيك توك.

أكتسب التطبيق شعبية  في عام 2018 في جميع أنحاء العالم، مما أحدث ثورة في الطريقة التي ينشئ بها المستخدمون مقاطع الفيديو القصيرة ويستهلكونها.   بحلول أكتوبر 2020، تجاوز تطبيق تيك توك 2 مليار عملية تنزيل على مستوى العالم، ليصبح واحدًا من أسرع منصات التواصل الاجتماعي نموًا. بينما كان للحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تأثير كبير على تيك توك، وهي منصة تواصل اجتماعي شهيرة مملوكة لشركة بايت دانس (ByteDance) الصينية. في يوليو 2020، أمر الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب شركة بايت دانس ببيع عمليات تيك توك الأمريكية لشركة أمريكية أو مواجهة الحظر في البلاد. 

تطبيق مبتكر يعتمد على التطور التكنولوجي

قدم تيك توك مفهومًا فريدًا من خلال الجمع بين المحتوى الذي ينشئه المستخدم مع الموسيقى والمرشحات والتأثيرات وأدوات التحرير. يتيح التطبيق للمستخدمين إنشاء مقاطع فيديو مدتها من 15 إلى 60 ثانية يتم ضبطها على مقطوعات موسيقية أو مقاطع صوتية. يُعزى نجاح تيك توك إلى قدرته على جذب انتباه الجمهور العالمي من خلال ميزاته المبتكرة، فمنذ 2016  تطور التطبيق بشكل مستمر من الناحية التكنولوجية منذ إطلاقه، حيث يحتوي التطبيق على ميزات جذبت المراهقين من فئات عمرية صغيرة تشمل أبرز تلك الميزات:

  • تتيح مكتبة الموسيقى الشاملة في تيك توك للمستخدمين إضافة الأغاني أو المقاطع الصوتية إلى مقاطع الفيديو الخاصة بهم بسهولة.
  •  يمكن للمستخدمين تطبيق المرشحات والتأثيرات وتراكبات النص والملصقات والانتقالات لتحسين مقاطع الفيديو الخاصة بهم.
  • ميزات الثنائيات هي ميزة تتيح للمستخدمين التعاون مع الآخرين من خلال إنشاء مقاطع فيديو مقسمة إلى شاشة.

تشمل بعض التطورات حيث يتضمن التطبيق الاعتماد على الذكاء الاصطناعي (AI) والذي يحلل تفضيلات المستخدم وأنماط السلوك لتخصيص توصيات المحتوى على صفحة “من أجلك”. كما تعمل خوارزميات التعلم الآلي على تحسين جودة الفيديو بناءً على تفاعلات المستخدم وتفضيلاته.بالنسبة للإمكانيات المتاحة للمستخدمين نفسه تعمل مرشحات وتأثيرات الواقع المعزز على تحسين إنشاء الفيديو من خلال تراكب العناصر الافتراضية على مشاهد العالم الحقيقي. في الوقت الحالي يقدم تيك توك أدوات تحرير متقدمة مثل تأثيرات الشاشة الخضراء وتأثيرات الانتقال ومرشحات التجميل.

مخاوف حقيقية من تطبيق التيك توك (صناعة التفاهة)

مع الانتشار السريع كان للتطبيق تأثير كبير على الثقافة الشعبية في جميع أنحاء العالم، لقد أدى ذلك إلى ظهور رقصات وتحديات وميمات واتجاهات (ترندات) منتشرة بشكل فيروسي أثرت على المخططات الموسيقية واتجاهات الموضة وثقافة الإنترنت. كما وفرت المنصة أيضًا منصة للمجتمعات الممثلة تمثيلاً ناقصًا لعرض مواهبهم والحصول على التقدير. ومع ذلك، لم يخلو الأمر من بعض السلبية، فهناك بعض الأضرار المحتملة المرتبطة بالتطبيق، بما في ذلك تأثير سلبي على الصحة العقلية للضحية وهو ما يمكن استعراضة على النحو التالي:

على سبيل المثال تعرض تطبيق تيك توك لانتقادات بسبب ممارساته في جمع البيانات. يجمع التطبيق مجموعة واسعة من بيانات المستخدم، بما في ذلك معلومات الموقع وسجل التصفح ومعلومات الاتصال. يمكن استخدام هذه البيانات لتتبع تحركات المستخدمين أو استهدافهم بالإعلانات أو حتى التعرف عليهم.

التسلط عبر الإنترنت كذلك من أبرز الأمور السلبية، حيث يمكن أن يكون تيك توك بمثابة منصة للتنمر عبر الإنترنت. يمكن للمستخدمين نشر مقاطع فيديو مسيئة أو مؤذية، 

الإدمان: يمكن أن يسبب تيك توك الإدمان. تم تصميم مقاطع الفيديو القصيرة الخاصة بالتطبيق للحفاظ على تفاعل المستخدمين، ويمكن أن يكون من السهل قضاء ساعات في التمرير عبر الموجز. وهذا يمكن أن يؤدي إلى مشاكل مثل الحرمان من النوم والعزلة الاجتماعية. ومن المهم أن تكون على دراية بهذه الأضرار المحتملة قبل استخدام تيك توك. يجب على الآباء التحدث مع أطفالهم حول مخاطر التطبيق ووضع حدود لمقدار الوقت الذي يمكنهم قضاؤه في استخدامه.

 النصائح لاستخدام تيك توك بأمان:

  • ضبط إعدادات خصوصية واضحة.
  • كن حذرًا بشأن المعلومات التي تشاركها.
  • لا تنخرط في التنمر الإلكتروني أو تشارك في التحديات الخطيرة.
  • خذ فترات راحة من التطبيق.

 الحرب التجارية وتيك توك

على الرغم من الشعبية الكبيرة التي يخظى بها التطبيق كان للحرب التجارية أيضًا تأثير سلبي على نمو مستخدمي تيك توك في الولايات المتحدة. وفي الأشهر التي سبقت تهديد ترامب بالحظر، زاد عدد مستخدمي تيك توك النشطين شهريًا في الولايات المتحدة بنسبة 25%. ومع ذلك، بعد الإعلان عن التهديد بالحظر، تباطأ نمو المستخدمين إلى 5% فقط.

جادل ترامب بأن تيك توك يشكل تهديدًا للأمن القومي لأنه يمكن للحكومة الصينية استخدامه لجمع بيانات عن المستخدمين الأمريكيين. توصلت بايت دانس في النهاية إلى صفقة لبيع عمليات تيك توك في الولايات المتحدة إلى أوركال وول مارت مقابل 12 مليار دولار. ومع ذلك، تم حظر الصفقة من قبل قاض اتحادي في سبتمبر 2020، الذي حكم بأنها لا تحمي الأمن القومي الأمريكي بشكل كاف. ولا تزال الصفقة قيد الاستئناف.

من المرجح أن تستمر الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين في التأثير بشكل كبير على تيك توك. ولا تزال نتيجة صفقة أوركال وول مارت غير مؤكدة، ومن الممكن أن يتم حظر تيك توك في الولايات المتحدة تمامًا. وإذا حدث ذلك، فسيكون ذلك بمثابة ضربة كبيرة للشركة ومستخدميها.

بالإضافة إلى الحرب التجارية، وقع تيك توك أيضًا في الجدل الدائر حول أمان التطبيقات المملوكة للصين. في عام 2021، أمرت الحكومة الأمريكية الموظفين الفيدراليين بالتوقف عن استخدام تيك توك، بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي. تم رفع الأمر لاحقًا، لكن الجدل حول أمان تيك توك لا يزال مستمرًا.

جعلت الحرب التجارية والمخاوف الأمنية من الصعب على تيك توك العمل في الولايات المتحدة. واضطرت الشركة إلى إجراء تغييرات على تطبيقها وممارسات جمع البيانات الخاصة بها من أجل الامتثال للوائح الأمريكية. ومع ذلك، فمن غير الواضح ما إذا كانت هذه التغييرات ستكون كافية لإرضاء حكومة الولايات المتحدة ومستخدميها.

مستقبل مجهول

مستقبل تيك توك في الولايات المتحدة غير مؤكد. يمكن أن تستمر الحرب التجارية والمخاوف الأمنية في فرض تحديات على الشركة. ومع ذلك، لا يزال تيك توك تطبيقًا شائعًا يتمتع بقاعدة مستخدمين كبيرة. إذا تمكنت الشركة من معالجة مخاوف حكومة الولايات المتحدة ومستخدميها، فمن المحتمل أن تكون قادرة على الاستمرار في العمل في البلاد.

تحارب الولايات المتحدة تيك توك تيك توك  بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي بشأن شركتها الأم الذي يقع مقرها الصين.

  • تخشى حكومة الولايات المتحدة من أن تستخدم الحكومة الصينية تيك توك للوصول إلى بيانات المستخدم الأمريكي أو نشر الدعاية لجمهور أمريكي.
  • اتهمت الولايات المتحدة تيك توك بالتجسس على المراسلين.
  • حظرت حكومة الولايات المتحدة تطبيق تيك توك على الأجهزة الصادرة عن الحكومة الفيدرالية.
  • حظرت بعض الولايات استخدامه على الأجهزة الرسمية.
  • طالبت حكومة الولايات المتحدة أيضًا شركة ByteDance ببيع حصتها في تيك توك إلى شركة مقرها الولايات المتحدة.
  • نفت تيك توك أيضًا أي علاقات لها مع الحكومة الصينية وقالت إنها لا تشارك بيانات المستخدم الأمريكية مع أي شخص.
  • طعنت تيك توك في هذه الإجراءات في المحكمة وقالت إنها ذات دوافع سياسية وتنتهك حقوقها. 

يمكنك متابعة حساب موقع أف إكس كوميشن عبر تطبيق تيك توك من هنا 

 

التعليقات مغلقة.