السيولة في الأسواق المالية يمكن تعريفها بالمقياس لسرعة الزخم في تنفيذ أوامر الشراء والبيع للأصول المالية وذلك دون التأثير بشكل كبير على أسعارها. في أسواق المال تعتبر السيولة عنصر مهام من عناصر كفاءة واستقرار النظام المالي، لأنها ندخل في جزء أساسي من تسهيل التداولات، وإدارة المخاطر، وثقة السوق.
تتباين السبولة في الأسواق المالية حسب عدة متغيرات، فالأحداث الاقتصادية والجيوسياسية، لها انعكاسات على مقدار السيولة المتوفرة في الأسواق. على سبيل المثال، شهدت الأسواق المالية تغيرات في حجم السيولة عالميًا خاصة خلال السنوات الأخيرة، مع وجود عوامل مثل الإغلاق الاقتصادي والذي صاحب جائحة كوفيد-19، كذلك التغييرات في السياسة النقدية للبنوك المركزية عقب عودة الأسواق والانتقال إلى تشديد السياسة النقدية، وذلك بعد عملية تحفيز كبيرة للأسواق خلال الجائحة.
يمكن أن تختلف سيولة هذه الأسواق بمرور الوقت وعبر قطاعات مختلفة، اعتمادًا على ظروف السوق ونشاط التداول وهيكل السوق وتنظيم السوق.
السيولة في الأسواق المالية
قياس السيولة
يمكن قياس سيولة أسواق السلع والعملات من خلال مؤشرات مختلفة، تعكس هذه المؤشرات تكاليف وسرعة وسهولة التداول في هذه الأسواق، فضلا عن قدرة هذه الأسواق على امتصاص الصدمات والتعافي من الضغوط. أبرز المؤشرات التي يمكن منن خلالها قياس سيولة السوق
الفارق السعري سبريد
الفرق بين أعلى سعر يرغب المشتري في دفعه وأقل سعر يرغب البائع في قبوله مقابل الأصل. عندما يصبح ذلك الفارق ضيق او صغير فهو يشير سيولة عالية في الأسواق، والعكس تتسبب السيولة الضعيفة في اتساع ذلك الفارق. على سبيل المثال نجد في سوق تداول العملات توسع الفارق السعري بعد اغلاق الجلسة الأمريكية نتيجة تراجع السيولة.
عمق السوق
يشير هذا المصطلح إلى حجم الطلب والعرض في سوق مالي معين. حيث يعكس مقدار الأصل الذي يمكن شراؤه أو بيعه عند مستويات أسعار مختلفة. السوق العميق يعكس سيولة عالية والعكس فيما يخص السوق الضحلة
اتساع السوق
يتضمن هذا المصطلح قياس عدد التعاملات في السوق، كما يمكن أن يتضمن عدد المتعاملين في سوق معين. فكلما كان عدد المشاركين او عدد المعاملات كبير كان يحتوى على سيولة كبيرة والعكس يعكس تراجع المعاملات إلى انخفاض في سيولة السوق
نسبة الدوران
تشير نسبة دوران الأصل إلى المدة الزمنية التي استغرقها سهم معين للتداول عدد من المرات. تشير نسبة التداول الأعلى إلى تكرار أعلى للتداول، مما يعني مستوى أعلى من السيولة.
المرونة
المقصود بها قدرة السوق على التكيف مع مختلف الظروف أو الصدمات التي يمكن أن يمر بها السوق. فالسوق ذو المرونة العالية يكون أكثر سيولة وبالتالي يمكن ان يتقبل الصدمات دون حدوث تأثير كبير في الأسعار.
يتأثر سوق السلع الأساسية بعوامل العرض والطلب، مثل الإنتاج والاستهلاك والمخزونات والطقس والجغرافيا السياسية والسياسات التجارية لمختلف البلدان والمناطق.
تأثير التحفيز النقدي والإغلاق الاقتصادي على السيولة المالية
كشفت أحدث التقارير والتحليلات، عن انتعاش السيولة في الأسواق المالية العالمية في الفترة الممتدة ما بين عامي 2020 و2021، بعد أن شهدت بعض نوبات التوتر والتقلبات في عام 2019 وأوائل عام 2020. يمكن تفسير التقلبات بإجراءات تقييد التجارة العالمية والتي صاحبت الحرب التجارية ما بين أكبر اقتصاديات العالم الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
في حين تعافت السيولة بشكل نسبي على الرغم من تأثير جائحة كوفيد-19 وتبعاتها السلبية. بسبب التغييرات التي اتبعتها البنوك المركزية حول العالم والتي اتبعت سياسة تحفيز نقدي ساهم في ضخ الكثير من الأموال في الأسواق العالمية. حيث شاهدنا ارتفاع كافة الأصول المالية من الذهب، وأسواق الأسهم حول العالم، العملات الرقمية، وغيرها.
السيولة في سوق الفوركس
عند استعراض حجم السيولة في سوق من أكبر الأسواق العالمية وهو سوق تداول العملات (يتم تداول أكثر من 170 عملة مختلفة) نجد انه طبقاً لأحدث البيانات المتاحة والمنشورة في شهر أبريل من العام الماضي، أن حجم التداول اليومي في سوق الفوركس يبلغ 7.5 تريليون دولار، يقدر حجم المجمع في سوق الفوركس بأكثر من 2.4 كوادريليون دولار سنويًا. علمًا ان تلك تقديرات نسبية حيث تتم غالبية تلك العمليات خارج البورصة (OTC) بين البنوك والمؤسسات المالية الأخرى. ومتداولي التجزئة والتي تسجل التقديرات بحوالي 100 مليون متداول حول العالم.
ارتفع متوسط حجم التداول بنسبة 14 في المئة مقارنة عن البيانات السابقة والمنشورة في عام 2019، لاحظ الانتعاش الذي حدث خلال الفترة المذكورة. حيث تدخلت عدد من العوامل في انعاش ذلك السوق مثل، نمو التجارة الدولية إلى زيادة الطلب على خدمات صرف العملات الأجنبية. كذلك التقدم التكنولوجي الذي سهل تداول العملات الأجنبية عبر الإنترنت، مما أدى إلى زيادة مشاركة تجار التجزئة.
التعليقات مغلقة.