التحيزات المعرفية والعاطفية في التداول

التحيزات المعرفية والعاطفية في التداول تعتبر من المخاطر النفسية الشائعة التي يمكن أن تضعف الأداء التجاري للمتداولين. والمقصود بتلك التحيزات (المواقف المسبقة) والتي يمكن أن تتسبب في انحراف المتداولين عن قراراتهم العقلانية والمثالية، وتؤدي إلى نتائج دون المستوى الأمثل. اذا كنت ممن يتابعوا الاحصاءات الدقيقة لشركات الوساطة الموثقة، فنجد أن تلك الشركات تعلن عن حجم المتداولين الرابحين والخاسرين حسب شروط الجهات التنظيمية التابعة لها، وعند متابعة تلك البيانات نجد أن نحو 70 في المئة من المتداولين يخسروا أموالهم في ذلك السوق، اما اذا كنا أكثر دقة فسنجد أن اغلب تلك الحسائر ناجمة عن تلك التحيزات.

التحيزات المعرفية والعاطفية في التداول

يمكن أن يكون للتحيزات المعرفية والعاطفية تأثير كبير على المتداولين، سواء من حيث إدراكهم أو سلوكهم. فأن التحيزات المعرفية هي اختصارات عقلية يمكن أن تؤدي إلى قرارات غير عقلانية على سبيل المثال عندما يكوت عند المتداول حالة من اليقين بأن الأسواق يجب أن تغلق الفجوات السعرية والتي تتكون مع بداية افتتاحات الأسواق (وهو أمر غير ضروري). بينما تنتج التحيزات العاطفية عن مشاعر مثل الخوف والجشع والثقة المفرطة، ويمكن أن تؤدي أيضًا إلى سوء اتخاذ القرار.

من المهم أن يكون المتداولون على دراية بالتحيزات المعرفية والعاطفية حتى يتمكنوا من اتخاذ خطوات للتخفيف من تأثيرها.أمثلة على كيفية تأثير التحيزات المعرفية والعاطفية على المتداولين:

أنواع التحيزات المعرفية والعاطفية في التداول

التحيز التأكيدي

من المرجح أن يبحث المتداولون عن المعلومات التي تؤكد معتقداتهم الحالية ويتجاهلون المعلومات التي تتعارض معها. يمكن أن يؤدي ذلك إلى اتخاذ المتداولين قرارات تداول سيئة لأنهم لا يأخذون في الاعتبار جميع المعلومات ذات الصلة. على سبيل المثال، قد يبحث المتداول الصعودي على السهم فقط عن الأخبار والمؤشرات الإيجابية التي تدعم وجهة نظره، ويتجاهل الإشارات السلبية التي تشير إلى انعكاس أو انخفاض. قد يتسبب ذلك في تفويت تغييرات مهمة في السوق والاحتفاظ بصفقاته الخاسرة لفترة طويلة جدًا.

وهم انحياز السيطرة

المقصود هنا هو الميل إلى المبالغة في تقدير قدرة الفرد على التأثير أو التنبؤ بنتائج الأحداث التي تكون عشوائية أو غير مؤكدة إلى حد كبير. على سبيل المثال، المتداول الذي يعتقد أن لديه مهارة أو نظام خاص يمكنه التغلب على السوق قد يتحمل مخاطر مفرطة أو يتداول بشكل متكرر، دون النظر إلى دور  العوامل الخارجية. وقد يؤدي ذلك إلى تكبده تكاليف وخسائر باهظة، وعدم التعلم من أخطائه. تدفع تلك ثقة زائدة في تحليله أو تنبؤاته بكميات كبيرة جدًا أو بقوة شديدة، دون استخدام إدارة المخاطر المناسبة أو أوامر وقف الخسارة. وهذا يمكن أن يجعله يعرض نفسه لتقلبات مفرطة وخسائر محتملة.

تحيز التثبيت

قد يركز المتداولون بشكل كبير على السعر الأولي لزوج العملات ولا يكونون على استعداد لتعديل خططهم التجارية مع تغير السوق. يمكن أن يؤدي ذلك إلى تفويت المتداولين لفرص مربحة أو القيام بصفقات خاسرة.

انحياز التوفر

قد يكون المتداولون أكثر ميلاً إلى تقييم الأحداث الأخيرة بشكل أكبر عند اتخاذ قرارات التداول. وهذا يمكن أن يؤدي إلى المبالغة في رد فعل المتداولين تجاه تحركات السوق على المدى القصير.

الخوف من ضياع الفرصة (FOMO) او فقدان الربح

قد يكون المتداولون أكثر عرضة للدخول في صفقات لأنهم يخشون فقدان الأرباح. يمكن أن يؤدي هذا إلى اتخاذ المتداولين قرارات متهورة وتحمل الكثير من المخاطر. على جانب اخر، قد يكون المتداولون الذين يعانون من الخوف أكثر عرضة للخروج من التداولات مبكرًا، حتى لو كانت خطة التداول الخاصة بهم تنص على خلاف ذلك

تحيز النفور من الخسارة

هذا هو الميل إلى تفضيل تجنب الخسائر على الحصول على مكاسب معادلة. على سبيل المثال، قد يحتفظ المتداول الذي يتردد في قبول خسارة صغيرة بمركز خاسر لفترة طويلة، على أمل التعافي، أو حتى يتراجع عن طريق شراء المزيد من الأسهم بسعر أقل. وقد يؤدي ذلك إلى تضخيم خسائره والإضرار برأس ماله.

تحيز الطمع او الجشع

من المرجح أن يتمسك المتداولون بالصفقات الرابحة لفترة طويلة جدًا في محاولة لزيادة أرباحهم إلى أقصى حد. يمكن أن يؤدي ذلك إلى لخسارة المتداولين لبعض أرباحهم أو حتى خسارة أموالهم.

كيف تتجنب تأثير التحيزات  المعرفية والعاطفية في التداول

لعدم الوقوع في فخ التحيزات المعرفية والعاطفية في التداول يجب في البداية تحديد انحيازاتك المعرفية والعاطفية كخطوة أولى. بمجرد أن تكون على دراية بتلك الاحكام المسبقة، يمكنك البدء في اتخاذ خطوات للتخفيف من تأثيرها على خطة التداول الخاصة بك.

يمثل ضع خطة تداول على اتخاذ قرارات تداول عقلانية، حتى عندما تشعر بالانفعال. على أن تتضمن عناصر خطة التداول معايير الدخول والخروج، وقواعد إدارة المخاطر، واستراتيجية إدارة الأموال. كما أن وضع الخطة بدون التزام بها نوع من الفكاهة التي لا تصلح في عالم التداول. خاصة وان الالتزم بخطة التداول لا تدع عواطفك تعترض طريق قرارات التداول الصحيحة.

 يمكن أن يساعدك اختبار استراتيجيات التداول الخاصة بك على البيانات التاريخية في تحديد أي عيوب محتملة في استراتيجياتك وإجراء التعديلات اللازمة قبل المخاطرة بأي أموال حقيقية. في النهاية فأن التداول بدون استخدام إدارة المخاطر يدخلك في مجال اقرب إلى المقامرة،  إدارة المخاطر ضرورية للنجاح في التداول. لا تخاطر أبدًا بأموال أكثر مما يمكنك تحمل خسارته.

 

التعليقات مغلقة.