كيف ساهم الروبل في تخفيف العقوبات الروسية ؟
الروبل والعقوبات الروسية … على الرغم من العقوبات التي دامت خمس سنوات وأزمتان ماليتان تركتا روسيا محمية من الركود العالمي الوشيك. في الوقت الذي يصارع فيه محافظو البنوك المركزية والمديرون التنفيذيون حول العالم لملاحقة اثار :
- الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
- التباطؤ في منطقة اليورو.
- الخروج البريطاني من الاتحاد الاوروبي ( بريكسيت )
- السندات و منحنيات العائد المقلوب مما يدل على اهتزاز أعصاب المستثمرين.
فإن روسيا قد ابتعدت بالفعل عن الحالة العامة للاقتصاد الدولي وعززت اقتصادها الخاص. حيث يستمر الاقتصاد الروسي في النمو بعد 5 سنوات من العقوبات الاقتصادية مع تسجيل:
- الإنتاج الصناعي في ازدياد و تحسن.
- يعتقد الروس أن حصادهم الزراعي سيكون قياسيًا هذا العام .
- حقق الحساب الجاري فائض قدره 500 مليار دولار.
- التضخم يتراجع منذ عامين، سيكون على الأرجح حوالي 3 ٪ افضل من التوقعات التى كانت 4.3 ٪ هذا العام.
- تواصل ارتفاع أسعار الفائدة على الودائع، وهذا يعني أن روسيا، تسير على عكس معظم البلدان .
- ارتفع الروبل وهو في طريقه للذهاب إلى المستويات التي كان يتداول قبل العقوبات وان كان ببطء ولكن بثبات
كيف كان الوضع قبل خمسه سنوات
هوت العملة الروسية الروبل خلال الاعوام السابقة حيث تضررت العملة بشدة من هبوط أسعار النفط وهي سلعة التصدير الرئيسية لروسيا والعقوبات الغربية التي فرضت بسبب دور الكرملين في أزمة أوكرانيا بعد ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014. حيث خسر الروبل نحو نصف قيمته أمام الدولار خلال 2017 بفعل العوامل التالية:
- انخفاض أسعار النفط وهي سلعة التصدير الرئيسية لروسيا.
- العقوبات الغربية المفروضة على موسكو بسبب الأزمة الأوكرانية.
- التباطؤ الحاد للاقتصاد الروسي بشكل عام.
- ارتفع التضخم والبطالة وحتى اختفى المزيد من رأس المال.
تسارع التضخم السنوي
الروبل و الليرة التركية
كانت اولي المحاولات في خضم الخلافات الامريكية التركية فى محاولة الاتقلاب الفاشل عام 2016 و فرض العقوبات الامريكية على تركيا. حيث سعت أنقرة إلى اعتماد نظام جديد للتجارة مع روسيا، يهدف لاستخدام عملتي البلدين (الليرة التركية والروبل الروسي) في الحسابات التجارية بينهما، ما سيعزز مواقع العملتين أمام الدولار.
نقل موقع “فيستي” الاقتصادي الروسي عن صحيفة غونيس التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان اقترح على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بالابتعاد عن عملة الدولار في التجارة بين روسيا وتركيا، واعتماد إما الليرة التركية أو الروبل الروسي في الحسابات التجارية بين البلدين. سيعود ذلك بحسب رأي الرئيس التركي بالمنفعة على كل من روسيا وتركيا، إذ ستساهم التجارة بالعملات الوطنية في تعزيز مواقع الليرة التركية والروبل الروسي، وبذلك ستتقلص الضغوطات على عملتي البلدين.
زيادة استخدام الروبل في صفقات النفط
كانت الخطوة الثانية حين دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى زيادة استخدام الروبل في صفقات النفط سعيا لتعزيز العملة المتعثرة وتقليص اعتماد بلاده على الدولار. حيث تسعى روسيا الي الزام الشركات بإجراء جميع صفقات النفط المحلية بالروبل بعدما أشار بوتين إلى أن رسوم مناولة النفط في الموانئ الروسية إما مقومة بالدولار أو عمله مرتبطة به. حيث قال بوتين خلال اجتماع لمسؤولين من شركات النفط والحكومة في الكرملين
“يجب البدء في دراسة جدية للمسألة المعقدة المتمثلة في تعزيز دور الروبل في التسويات بما في ذلك في قطاع الطاقة.” وأضاف “ينبغي استخدام العملات الوطنية على نطاق واسع في العمليات الجارية مع الدول التي ننشط معها في مجال التجارة.”
الروبل و اليوان
تمثلت الخطوة الثالثة في محاولة لتعزيز الروبل عن طريق التجارة مع الصين حيث تسعى روسيا لزيادة استخدام الروبل واليوان في المعاملات التجارية بين البلدين. لكن هذه الجهود لم تتمخض عن نتيجة تذكر حتى كتابه التقرير.
بيع الأسلحة الروسية بالروبل وليس بالدولار
في العصر الحديث، زادت الصناعات الهندية والروسية من المعاملات والدفع في العلاقات التجارية عبر طريقة روبية روبل. وهذا من شأنه أن يساعد كلا البلدين على تعزيز التعاون الاقتصادي والدفاعي والتجاري دون انقطاع غير مرغوب فيه أو أعباء مالية مفرطة.مع إمكانية استغلال للمبيعات الروسية الضخمة للاسلحة سعت روسيا لدى الهند عند توقيع صفقة اسلحة لجعلها بالروبل وليس بالدولار. في هذا الإطار، أعلن بوريسوف في سبتمبر أن موسكو ونيودلهي تخططان لاستخدام عملاتهما الوطنية في المعاملات المستقبلية بدلاً من الدولار الأمريكي. كما صرح نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف
أن الاتفاق مع الهند على شراء أنظمة الصواريخ الدفاعية S-400 تم توقيعه بالروبل ، وليس بالدولار الأمريكي.
- من المقرر أن تبدأ روسيا في تسليم اس -400 إلى الهند في أكتوبر 2020.
واردات القمح المصري بالروبل
فى نفس الإطار، توسعه التعاملات بالروبل أكد وزير التموين المصري خالد حنفي إن بلاده أكبر مستورد للقمح في العالم تدرس إقتراحا طرحه بعض مصدري الحبوب الروس لدفع ثمن القمح الروسي بالروبل. وتعتبر مصر من أكبر مشتري القمح الروسي إلى جانب تركيا وإيران. يأتي الاقتراح قبل أيام من فرض روسيا ضريبة جديدة على صادرات القمح يقول بعض التجار إنها قد تشكل خطرا على أرباح عقود المحاصيل الجديدة إذا ضعف الروبل في الأشهر القادمة.
تبلغ الضريبة الروسية الجديدة التي ستطبق من أول يوليو/ تموز 50% من القيمة الجمركية للطن منقوصا منها 5500 روبل (102دولار) ولكن بما لا يقل عن 50 روبلا للطن. قال أحد التجار في موسكو
“الدفع بالروبل سيقلل من مخاطر تقلب العملة على الموردين الروس لكن السؤال الذي لا يزال مطروحا هو من أين ستأتي مصر بالروبل لتدفع به ثمن الواردات ”.
التعليقات مغلقة.